فرض رقابة على الصحافة
منذ أن اكتشفنا أنشطة رقابة الإنترنت التي تقوم بها وكالة الاستخبارات القومية في الولايات المتحدة، بات واضحاً أن الصحافيين والمؤسسات الإعلامية هم من ضمن أهداف وكالات جمع المعلومات الاستخباراتية.
“قم بتشفير كل شيء.”
هذه هي إحدى النصائح التي تضمنتها كلمة “هاوك غيرو” حول الصحافة والرقابة ضمن فعالية أسبوع الإعلام الاجتماعي في برلين.
يترأس “غيرو” مكتب حرية الإنترنت في منظمة “مراسلون بلا حدود” في ألمانيا. وهو يقول إن للرقابة تأثيراً سلبياً على الصحافة، إذ تصبح مصادرك غير راغبة في التحدث، الأمر الذي يتسبب في انعدام الثقة بالإعلام، ويتردد الناس من الحديث خوفاً من المخبرين.
لعل ما يثير القلق هو ما وصفه “غيرو” بأنه تواطؤ شركات التكنولوجيا في عمليات الرقابة، أو كما أشار تقرير عام 2013 الذي أصدرته “مراسلون بلا حدود“: “تضامن أعداء الإنترنت“.
يقول “غيرو” إن هناك 230 شركة حول العالم تطور برامج تجسس ومنتجات لمراقبة حركة الإنترنت، وربما يتم استخدامها من قبل حكومات بهدف انتهاك حقوق الإنسان وحرية المعلومات. عدد من تلك الشركات موجود داخل دول الاتحاد الأوروبي.
أدوات لأمن الإنترنت
هنا على مدونة “أون ميديا” يمكنكم الاطلاع على سلسلتنا في العمق حول مصادر وتقنيات أمن الإنترنت، والتي أعدتها ناتاليا كارباسوفا. إنها مواضيع متجددة تقوم “أون ميديا” بتغطيتها.
ولكن، بالنسبة للصحافيين في الدول النامية فإن أمن الإنترنت قد يشكل تحدياً أكبر، بخاصة إذا كانوا يستخدمون أجهزة كمبيوتر مشتركة في غرف الأخبار، أو في مقاهي الإنترنت. كما أن بعض البرامج قد تجعل سرعة الإنترنت أبطأ أو أن تنصيبها صعب على الكمبيوترات المشتركة.
ماذا يمكنك أن تفعل؟
يقول “غيرو” إنه ينبغي أولاً التحقق من البرامج والأدوات وكيفية التعامل معها في الحال استخدام التكنولوجيا بشكل تشاركي. إرشادات التعامل هذه متوفرة بلغات كثيرة.
كما أنه يقترح على الصحافيين الذين يتشاركون أجهزة الكمبيوتر في العمل، أنه ينبغي أن يكون لكل منهم اسم مستخدم وكلمة مرور خاصة؛ وأن يحاول الصحافي تخزين ملفاته في مجلدات مشفرة، وأن لا يقوم بتنزيل إلا التطبيقات التي يحتاجها فقط، وأن يتصفح شبكة الإنترنت مستعيناً بشبكة “TOR“، وأن يستخدم برنامج محادثة مشفر.
يحذر “غيرو” الصحافيين من تداول معلومات حساسة عبر برنامج المحادثة سكايب. (يمكنكم أيضاً قراءة المقابلة التي أجريناها مع فابيان فون كويدل، من مجلة “شيب” حول موضوع أمن المحادثات عبر الإنترنت).
بإمكانكم مشاهدة كلمة “غيرو” كاملة في الأسفل، ومتابعة أحداث أسبوع الشبكات الاجتماعية في برلين على: #smwbjournalim
تحديث:
كما أشارت الهولندية “ماريته شاكه” إلى الاستخدام المزدوج “للأسلحة الرقمية” وطالبت واضعي القانون في أوروبا إلى الأخذ بزمام المبادرة.
“عند الحديث عن القلق حول أهمية موضوع أمن الإنترنت، والذي أصبح اليوم موضوعاً شائعاً جداً، من النفاق الحديث عن إعادة تقييم وكالة الأمن القومي دون الإشارة إلى أن شركات تتخذ من الاتحاد الأوروبي مقراً لها تقوم بإنتاج هذه الأسلحة الرقمية.”
الكاتب: غاي ديغن