“فجوة رقمية في حركة الاحتجاجات السورية”
شاركت المدونة السورية، رزان غزاوي في ملتقى الشباب الإعلامي ٢٠١١ الذي عقد في القاهرة نهاية شهر مايو/أيار. هذا الملتقى الذي تنظمه أكاديمية دويتشه فيله. رزان، خريجة الآداب بدأت التدوين عام ٢٠٠٦ بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على حزب الله في لبنان. وتهتم بشكل رئيسي بالقضية الفلسطينية ووضع العمالة السورية في لبنان إضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحكومة السورية. الزميل يينس–أوفه راهه أجرى معها الحوار التالي.
إنتقلت من سوريا للعيش في لبنان قبل عدة أسابيع، والآن ترغبين البقاء في القاهرة، ما هي الصعوبات التي تواجهك في العيش في سوريا؟
الأمر يتعلق بعملي كمدونة، إذ لا يمكنني مواصلة نشاطي في سوريا ولا يمكنني الإنتاج بالصورة التي أريدها. وأعيش في سوريا مع عائلتي، التي لا تهتم بالسياسة. ولذا اضطررت للعيش عند الأصدقاء. من جهة ثانية يمكن قطع الإنترنت في أية لحظة في سوريا، وأنا متخوفة من إلقاء القبض علي. فقد ألقي القبض على صديقين لي قبل فترة. وقبل الإفراج عنهم عرض عليهم قائمة أسماء، من ضمنها إسمي. ولكنني لم أتلق تهديداً مباشراً، ولكن لدي شعور بحصول شيء لي إذا عدت إلى سوريا.
لماذا سمحت الحكومة السورية باستخدام الفيسبوك؟
البعض يقول بأن الحكومة لم تتوقع هذا التأثير الكبير. ولم تكن تتوقع خروج هذه الأعداد من المواطنين إلى الشوارع. بينما يرى البعض الآخر بأن الحكومة سمحت بذلك لمراقبة الناشطين عبر الإنترنت داخل الدولة للتعرف عليهم ومعرفة مكان إقامتهم واعتقالهم.
تحدثتي خلال ملتقى الشباب الإعلامي عن الفجوة بين المواطنين الذين يستخدمون الإنترنت وأولئك الذين لا يستخدمونه. هل انعكست هذه الفجوة على حركة الاحتجاجات السورية؟
لدي شعور بأن معظم المتظاهرين لا يستخدمون فيسبوك. فنحن لا نملك صوراً لأولئك الذين يضحون بحياتهم والمعتقلين أيضاً. وعلى الرغم منم وجود ما بين ٥٠ إلى ٧٠ حملة على الفيسبوك، ومعظم الناشطين من الطبقة المثقفة، ويعرفون بعضهم البعض، إلا أننا لا يمكننا التعرف على المعتقلين الذين فاق عددهم الأحد عشر ألفا. فهؤلاء يعيشون في القرى والتجمعات الصغيرة وخارج المدن. ولا يعتبرون جزءاً من الطبقة المتوسطة المثقفة. ولذا يمكننا التأكيد على وجود فجوة رقمية داخل حركة الاحتجاجات السورية.
هل يملك المدونون السوريون مصادر معلومات موثوقة؟
تتمتع المحطات العالمية مثل بي بي سي وفرنسا ٢٤ بمصداقية لا تتمتع بها الجزيرة مثلا. والأمر يعود إلى تركيز الجزيرة على سوريا في تغطيتها الإعلامية أكثر من اليمن، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات والشكوك لدى الكثيرين. مع العمل أن بي بي سي وفرنسا ٢٤ لا تنقل الصورة الكاملة. من جهة ثانية لم يمنح المواطنون وسائل الإعلام الجديد والشبكات الاجتماعية، لأنها حديثة النشأة في سوريا.
ما الذي أخذتيه معك من ملتقى الشباب الإعلامي؟
إستمتعت كثيراً بتنظيم الملتقى في القاهرة. حيث لعب الجيش دوراً محورياً في الثورة. ولذا أسأل نفسي عن أثر ذلك على سوريا. وهذا المؤتمر هو الأول من نوعه بالنسبة لي، وشعرت بالارتياح فيه بشكل كبير. فقد اقتربنا نحن المدونين من بعضنا البعض. فأنا عنيدة ولكنني أصيغت وسمعت وجهات نظر الآخرين بكل سرور.
للمزيد من المعلومات زوروا: ملتقى الشباب الإعلامي ٢٠١١
Feedback
كتابة تعليق