“وسائل الإعلام المصرية تابعة للنظام أو لرأس المال”
للمرة الثانية على التوالي جمع ملتقى الشباب الإعلامي مدونين ألمان وعرب في العاصمة المصرية، القاهرة. عزة مغازي كانت واحدة من هؤلاء وحدثتنا عن تجربتها وعن التدوين ما قبل وبعد الثورة إضافة إلى دور وسائل الإعلام التقليدية المصرية. زاهي علاوي التقى الصحفية والمدونة الشابة على هامش ملتقى الشباب الإعلامي الثاني
هل هناك اختلاف في عالم التدوين ما قبل وبعد الثورة في مصر؟
قد تكون إجابتي مخيبة للآمال، فلم يحصل تغير حقيقي. إذ لم يزل التدوين يدور حول مواجهة السلطة في مصر. فقبل عدة أسابيع تم محاكمة المدون مايكل نبيل لمدة ثلاث سنوات من قبل المحكمة العسكرية، وجاءت هذه المحاكمة بعد انتقاده للمجلس العسكري. وفي يوم ٣٠ مايو/أيار دعي مدون مصري آخر، هو حسام الحملاوي للمثول أمام المحكمة العسكرية بدعوى انتقاده للمجلس العسكري، وطلب كذلك من مقدمة البرنامج الشهيرة ريم ماجد المثول أيضا. ومن هنا يمكن اعتبار أن التدوين لا زال مهمة خطيرة حتى بعد الثورة، ولا زال يحمل رسالة ومهمة صعبة. فلا بد من وجود من يدافع عن الدولة المدنية، حيث يمكن لكل شخص الدفاع عن حقوقه وحقوق الآخرين. وهذا الشخص هو المدون.
كيف تقيمين أداء وسائل الإعلام التقليدية، هل تغير عملها بعد الثورة؟
لا زالت وسائل الإعلام المصرية الرائدة تابعة وليست قائدة. فهي إما تابعة للحكومة أو لرأس المال، الذي يعتبر أيضاً موالياً للحكومة بشكل ما. فلم يتغير شيء يذكر، ويمكن القول إنه لم يحدث ثورة في هذا الإطار. فقد انقسمت وسائل الإعلام الرئيسية إلى قسمين، الجزء الأول حافظ على ولائه للنظام، خاصة وأنها تابعة أصلاً للحكومة. أما الجزء الثاني فينقل رأياً مغايراً كل يوم، مثل صحيفة الشروق والمصر اليوم، التي أنشأها رجال أعمال وكانت مؤيدة للنظام إبان حكم حسني مبارك، واختلف الحال بعد ذلك.
والآن عادت وسائل الإعلام الحكومية للعب نفس الدور الذي كانت تلعبه في حكم مبارك، ولكن مع المجلس العسكري. فقد تم وقف بعض البرامج المباشرة مثل برنامج بثينة كامل، التي تجرأت وانتقدت المجلس العسكري. ووسائل الإعلام الحكومية والخاصة تحتاج إلى إذن من المجلس العسكري قبل نشر أو إذاعة أية خبر حول الطريقة التي يتعامل بها المجلس مع مبارك. ومن هنا فإن وضع وسائل الإعلام يزداد سوءاً بسبب تقييد حرية التعبير.
ما الذي تعلمتيه من ملتقى الشباب الإعلامي؟
من الصعب وضع قائمة بما استفدته من ملتقى الشباب الإعلامي، ولكني سأحاول تبيان ما الذي أعجبي بوجه خاص. فبداية كانت هذه فرصة رائعة للقاء مدونين وصحفيين بخلفيات مختلفة. وتمنيت لو كانت لي فرصة أكبر للتعرف على خبراتهم وتجاربهم. فالعمل لإنجاز مشروع ما ومع فريق، إضافة إلى النزول إلى شوارع القاهرة ومحاولة مشاهدة المدينة بعيون ووجهات نظر مختلفة، كان شيئاً جديداً بالنسبة لي واستفدت منه في عملي كصحفية. خاصة وأنني شاهدت التدوين بعيون مختلفة، فالتدوين ليس مجرد تعبير عن شيء ما، بل هو نافذة لتعلم الكثير وتجربة المزيد. ولذا لا يسعني إلا أن أقدم شكري لملتقى الشباب الإعلامي.
Feedback
كتابة تعليق