داخل مخيم الزعتري للاجئين في الأردن
يمكن اعتباره مكان إقامة “مؤقت“، لكن اتساع مخيم الزعتري للاجئين السوريين جعل منه رابع أكبر مدينة في الأردن حالياً. إنه مدينة معقدة، ليس فقط لأنه يوفر ملجأً آمناً للأشخاص الذين فروا من الصراع في سوريا، ولكن لأنه مجهز بجميعالموارد والخدمات والمرافق لعدد كبير من السكان–بدءاً من الماء والكهرباء إلى المستشفيات والمدارس، ومحلات السوبر ماركت والمقاهي.
عندما زرت مخيم الزعتري منذ نحو عام لم يكن هناك سوى 30 ألف لاجئ فقط. كان عدداً مذهلاً في ذلك الوقت. أما الآن فهو موطن لحوالي 120 ألف شخص.
مع استمرار الصراع في سوريا، ثمة مشروعان إعلاميان جديدان يوثقان الحياة داخل المخيم.
قبل فترة أنشأت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حساباً على التويتر خاصة بالمخيم: @ZaatariCamp
حتى الآن هناك تغريدات عن إحصاءات وصور من الحياة في المخيم، لقطات فيديو قصيرة وروابط لقصص نُشِرَت عن الزعتري.
منذ افتتاحالمخيم في عام 2012، أظهر عدد من التغريدات على تويتر خلاصات مفيدة لعمل تحديثات، بما في ذلك تغريدات ممثلين عن الأمم المتحدة مثلأندي هاربر And_Harper@. يستحق موقع @ZaatariCamp الجديد المتابعة بالتأكيد وإضافته إلى قوائم تويتر التي لها علاقة بالصراع السوري. ومن اللافت متابعة كيف سيتطور الموقع؛ فعلى سبيل المثال، هل ستطلب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من اللاجئين التغريد؟
بالطبع لم يكن هناك أي نقص من كوادر الصحافيين والمشاهير والسياسيين الذين زاروا المخيم الموجود في شمال الأردن. ولكن العمل في المخيم كصحافي يعتبر تحدّياً. فمثلاً، كالحصول على تصريح للدخول، والحصول على رخصة لتصوير فيلم، والتجول فعلياً في مدينة خيام كبيرة، التأقلم مع الحرارة والحفاظ على معداتخالية من الغبار، يعد بمثابة معركة خاسرة. ومن ثمّ يأتي سبب الذهاب إلى المخيم في المقام الأول، ألا وهي القصة، من خلال طرح الأسئلة والاستماع.
إنها تجربة متواضعة، هذا أقل ما يقال عنها، وبخاصة لتوثيق قصص الوافدين الجدد، ومعاناتهم من جراء الحرب والتعب بعد اجتياز الحدود.
كما هي الحال الآن وآلاف اللاجئين يواجهون شتاء ثانياً في الزعتري، فقد بدأت المساكن مسبقة الصنع والبيوت المتنقلة تحل محل الخيام، وبدأ ملامح المخيم تبدو دائمة أكثر.
خدمة إذاعة أستراليا الخاصة (SBS)، وهي إذاعة ممولة من القطاعين العام والخاص، تقوم حالياً بإنتاج مشروع لفيلم وثائقي متعدد الوسائط داخل المخيم يسمى خارج سوريا– يوميات من الزعتري.
وقد بدأ المشروع، الذي تبلغ مدته أربعة أسابيع، يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول،وهو توثيق لحياة ثلاثة لاجئين هم: أميرة وخالد وجمعة.
يومياً يتم نشر قصص وثائقية على شكل نص أو صور أو مقتطفات صوتية أو مقاطع فيديو عبر الإنترنت ضمن اليوميات أو المدونة، وهذا يكشف حقيقة القصة للعيان. وهناك أيضاً أسلوب المتابعة أو الحقيقة السينمائية، المتبع في بعض القصص المصورة هناك، وخصوصاً في توثيق محنة “أميرة“.
على موقع SBS، تقولالمخرجة شيرين سلامة، “إنه ليس عملاً صحافياً خاطفاً، بحيث تجري مقابلة وينتهي الأمر.”
“لقد أصبحنافي الواقع نعرف العائلات.”
يعد المشروع تصميماً يتيح للزائر التعرف على قصص عديدة، (كما تفعل صحيفة نيويورك تايمز في أفلام الوسائط المتعددة)، وفي أعلى الشاشة هناك أسلوب تأريخ مباشر.
مشروع “خارج سوريا” يستحق بالفعل إلقاء نظرة عليه، وخاصة باعتباره مشروع ينشر قصص من الواقع عبر الإنترنت. وعلاوة على ذلك فقد تم نشر العديد من القصص مثل حفل زفاف في المخيم، والتجول في محيط الزعتري ليلاً مع كيليان كلاين شمايتد، مدير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التابعة للمخيم. كل ذلك جعل هذا المشروع لافتاً للانتباه إلى حد كبير.
قصص“خارج سوريا” تمكن مشاركتها عبر البريد الإلكتروني وتويتر وفيسبوك ولينكدين، ويمكنك أن تضع التعليقات تحت كل قصة. ولكن هناك شيئاً واحداً بحثنا عنه كثيراً ولم نجده: يبدو أن المشروع لا يمتلك حساب تويترخاص به. قد يكون هذا الأمر مثيراً للاهتمام من أجل السماح بإنشاء محادثات مباشرة بين الجهات المشاركة والصحافيين والجمهور. تصف إذاعة SBS المشروع بأنه “وثائقي تفاعلي بوقائع حقيقية.”