التصرف السليم للصحفي
بقلم: شتيفن لايدل*
من المفترض أن يكون للصحفيين طريقة عمل واضحة تجاه التطورات الأخيرة، وأن لا يعتمد عملهم على قضية فيما إذا كان الأمر يعجبهم أم لا. فالقضية تتعلق بمدى ترابط الأحداث وإلى أي مدى يمكن للإنترنت أن يحسن العمل الصحفي. فقد تغيرت ظروف العمل الصحفي بشكل قوي، ولذا فإن هذه التطورات تتطلب تعاملاً مختلفاً من الصحفيين. ولذا أقدم لهم النصائح السبع التالية:
١. أسس لنفسك وكالات ومصادر أنباء شخصية.
فلا تبحث عن الآراء المهمة في القنوات المعتادة فقط، فالأخبار العاجلة لا تصل عبر شريط وكالات الأنباء أو سوق الإعلام المعتاد. فقد تشكل الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك والمدونات مصدراً هاماً للأخبار. وهي جادة وغير جادة في آن واحد، كبقية المصادر الأخرى، ولذا يجب علينا التحقق منها. ومن هنا لا بد من تأسيس دائرة شبكات اجتماعية موثوق بها. وقد أثبت مراسل (NPR) نجاعة هذا الأمر من خلال تقاريره التي قدمها من شمال أفريقيا. لقراءة المقال اضغط هنا
فالشبكات الاجتماعية مليئة بالخبراء والمواضيع المختلفة.
٢. إبحث عن الحوار بنفس المستوى مع المستخدمين.
فلا زال الصحفيون يتصرفون كالمعتاد من خلال رفضهم للنقد الذاتي. ومن هنا فإن تحمل النقد مهم في هذه الحال ويجب أن تتوفر شجاعة كافية لذلك. خاصة وأن ردود أفعال المستخدمين غالباً من تقدم أفكاراً ومقترحات جديدة وهامة، من أجل إيجاد مواضيع جديدة أو سد الثغرات في عملية البحث عن المعلومات. وتبادل الآراء مع الجمهور يساهم في رفع مستوى الوسيلة الإعلامية.
٣. إستغل حكمة قرائك.
قال رائد الصحافة الالكترونية، جي روزن حول قراء نيويورك تايمز: “أهم شيء بالنسبة لمالكي نيويورك تايمز هو اسمها وسمعتها. وثاني أهم شيء هو موهبة وخبرة موظفيها، والشيء الثالث الأكثر أهمية هو معرفة وتطور مستخدميها.نصيحتي للجيل القادم
فمن بين المستخدمين خبراء في جميع المجالات، محامون وأطباء ومعلمون وأصحاب شركات. وهؤلاء يملكون خبرة تفوق خبرة الصحفيين وتدعم عملهم. من ناحية أخرى فإن المستخدمين متواجدون في الأماكن التي لا يتواجد فيها الصحفي أو التي يصعب وصوله إليها. ولذا لا بد من الاستفادة من معرفة المستخدمين. واستطاعت الغارديان إثبات نجاعة هذا الأمر.
فقد سمحت لمئات الآلاف من قرائها بفحص فواتير المصروفات لأعضاء البرلمان البريطاني .
٤. يجب إظهار الشفافية.
وأثبت دافيد فاينبيرغ أهمية الموضوعية في عصر الإنترنت. فقد توصل إلى أن الشفافية هي الموضوعية الجديدة.
فلا يمكن للصحفيين كسب الثقة من خلال ادعائهم بأن المعلومة صحيحة بكل سهولة. فهم يكسبونها من خلال توضيح ميولهم لقضية ما. ولذا تعتبر الروابط المهمة شيء ضروري لذلك.
٥. ألصحفي يتعامل مع معلومة ويدير كماً هائلاً من المعلومات من خلال استخدام أساليب تنقيح (مواقع البحث والشبكات الاجتماعية ومصادر الأخبار). ولذا يجب أن يكون صحفي هذه الأيام بوضع يسمح له بتحديد مصادر الكم الهائل من المعلومات. ورعاية المعلومات شيء للصحفي المحترف. اختيار المعلومات الموثوقة واختيار المعلومات الهامة. ولذا فالوعي جزء من العملية، الوعي بأن اختيار وفرز المعلومات الآلي يؤدي إلى نتائج غير سليمة ومشوهة. ومن هنا لا بد من معرفة نظرية إلي باريزر “Filter Bubble2“.
٦. التعامل مع العمل الصحفي بأنه عملية متكاملة.
فالإنترنت لا يعرف نهاية عمل قسم التحرير. ولذا تعمتد الصحافة العملية على عكس صحافة الإنتاج. على أن القصة لا تعرف نهاية محددة. أسطورة المثالية، وهذا ما بينه رئيس تحرير الغارديان، ألان روسبريغر بالقول: “قد لا يختار الصحفي كتابة قصة على الإطلاق، بل تدوينها. فالتدوين لا يحتاج تقريراً حسب الطريقة المعتادة، وقد تكون عبارة عن روابط مع تقارير ومصادر معلومات مختلفة. وبعد دقائق من النشر يمكن الطعن بهذه القصص أو تنقيحها أو تعديلها أو توضيحها. وطريقة ردة فعلنا أو تعاملنا معها هو جزء من التحدي الأساسي. والقصة الصحفية لا تعرف نهاية طبيعية محددة. ولذا فالنتيجة الصحفية أكثر مرونة من السابق. فهي أقرب إلى الواقع، والتي نادراً ما تحتوي على أجزاء وأحداث جامدة تحكي وجهة نظر واحدة ومحددة.
ولذا فالعمل الصحفي عبارة عملية متواصلة يتدخل فيها المستخدمون من بدايتها. ويجب أن لا يكون التدوين وكتابة تويتر محدوداً بوقت ما. فالتدوينة يجب أن لا تعدو كونها مجموعة ملاحظات تدوينية، تساعد الصحفي لزيادة معرفته وتقوية قدراته وجمع ملاحظات المستخدمين.
٧. أنت تقدم قصة صحفية على عدة قنوات.
الراديو لا زال موجوداً، وكذلك التلفاز والصحيفة لم تختف. فالانترنت لا يعني نهاية الأشكال الإعلامية التقليدية. بل يزيد من الإمكانيات في نقل القصة الخبرية. ويمكن استخدام الإنترنت لنشر هذه القصص وتوصيلها للجمهور. ويجب معرفة القنوات التي يمكن استخدامها لنشر الخبر. ومعرفة فيما إذا كان مجدياً فتح مدونة للبحث أو ربط المستخدمين من خلال الشبكات الاجتماعية وكيفية عرض القصص الصحفية في الإنترنت. ولذا لا بد من أن يكون للعمل المرئي دور هام في ذلك. فالإنترنت وسيلة مرئية. وهذا لا يعني أن نقدم الفيديوهات فقط. لكن التفكير المرئي يبدأ بالكتابة ولا يجب كتابة نصوص طويلة. فقد يكفي سؤال وجواب أو رأي ورأي آخر. ويمكن اسغلال قوة الصورة على غرار المثال التالي (boston.com/bigpicture). وهذا يبين ظهور شكل جديد من العمل الصحفي من خلال تعاون المبرمج والصحفي. ولذا فالإنترنت يقدم للصحفي مساحة كبيرة للإبداع والحرية. ومن هنا يجب إعادة صياغة السؤال في كل قصة، فيما إذا كانت هناك وسيلة أفضل لنقلها مصورة. ويمكن العر فعلى المزيد من خلال:
* صحفي حر ومدرس ومستشار لصحافة الوسائط المتعددة. يعمل بشكل رئيسي في قسم أمريكا اللاتينية لأكاديمية دويتشه فيله ولذا فهو يتواجد بكثرة فيها. حيث يدرب الصحفيين ويقدم المشورة لوسائل الإعلام. إضافة إلى عمله في عدة مؤسسات إعلامية لتدريب الصحفيين.
Feedback
كتابة تعليق